كتبت- فيفيان محمود
لقد كانت حرب غزة كاشفة، ليس لصلابة المقاومة الفلسطينية وبسالتها وعجز جيش الاحتلال الإسرائيلي فحسب، بل كاشفة أيضا لنفوس وضمائر كثير من المشاهر والشخصيات العامة، فبقدر ما أدهشنا البعض وصفقنا له إعجابا واحتراما، صدمنا في آخرين وسقطوا من أنظارنا.
البداية التي كانت مع محمد سلام وبيومي فؤاد انضم إليها حاليا ثنائي آخر هما "ويجز" مغني الراب، والناشط السياسي "وائل غنيم"، حيث تبادل الطرفين الهجوم بالتغريدات في معركة انبرى فيها ويجز مدافعا عن فلسطين وحماس، واتخذ فيها غنيم للأسف موقف المهاجم لحماس مدافعا عن إسرائيل.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ظهر أحمد علي مغني الراب المصري المشهور عالميا ب "ويجز" مهاجما إسرائيل وعدوانها الهمجي على غزة وذلك من خلال جميع حساباته على السوشيال ميديا، وكذلك دعا خلال حفلاته الأخيرة في كندا، لمقاطعة كافه أشكال التعامل الاقتصادي مع الداعمين لإسرائيل، وقام بتوجيه رسائل باللغة العربية والإنجليزية كلها تدين العدوان الإسرائيلي، هذا بالإضافة إلى المشاركة في المظاهرات في أمريكا وتحديداً "نيويورك" والتي طالبت بوقف الحرب والوحشية على قطاع غزة.
ويبدو أن موقف ويجز استفز ميول صهيونية خفية لدى الناشط السياسي وائل غنيم، حيث اشتبك غنيم مع تغريدة نشرها ويجز عبر حسابه الرسمي عل موقع "x" أكد فيها أنه لا يوجد حل للمقاومة غير بالسلاح وبمنتهى العنف، الأمر الذي لم ينل استحسان وائل غنيم فرد قائلا: "حماس خطفت العواجيز والأطفال.. حماس إرهابية..توب لربك يا مجرد مغني تافه"، ليأتي الرد من ويجز قائلًا: "لماذا يحق للمواطن الإسرائيلي العيش في الأمان فوق أرض مسروقة؟ في حين أن مواطنين عزل أبرياء بيمارس عليهم البشائع الصهيونية من 75 سنة"، وأضاف موجها كلامه لغنيم: "مشوفناکش بتقول إسرائيل قد ما بتقول حماس ومغمض عينك على جرائم ناس قتلت من ناسك وسرقت أرضك إلا إذا أنت قاعد مع ناسك وفي أرضك هناك يا أمريكاني".
*الزنط: موقف غنيم يعكس تحكم الصهيونية في الإعلام
ومع هذا التشويش والتغييب العقلي الملاحظ في ردود غنيم على ويجز، يتبادر سؤال، كيف يمكن تغيير الحقائق وتزيفها ليصبح القاتل برئ، والبرئ قاتل؟ ويجيب علي هذا السؤال الدكتور سعد الزنط مدير مكتب الدراسات السياسية والإستراتيجية مشيراً إلى ما يحدث من تداعيات وصراعات بين الطبقات والأجناس المختلفة يكشف تأثير الحركة الصهيونية على مفاصل كل أدوات الإعلام الكوني وموصلاته أمست حاكمة للدرجة التي تجعل كل مايقال رهن إشارة هذه الحركة، فتديرها بكل احترافية في اتجاه خدمة أهدافها وضد كل مايهدد أهدافها.
ولفت د.الزنط إلى أن الحكاية لا تقتصر على "ويجز" ولا موضوع "قناة السويس" فقط فهي ممتدة لتسع كل ما يقال أو يكتب حول الجريمة البشعة التي يمارسها الجيش الإسرائيلي وقيادات الدولة العبرية من إبادة حقيقية للشعب الفلسطيني بحجة القضاء على حماس وهي تعلم أن حماس فكرة وعقيدة من المستحيل الامساك بهما وقتلهما، لكنها الستار اللعين الذي توظفه للتخلص ليس من الشعب الأعزل فقط بل لإذابة ملف القضية كاملا.
وأضاف مدير مكتب الدراسات السياسية والإستراتيجية أن من المثير للدهشة أن يكون موقف الأمين العام للأمم المتحدة غير العربي وغير المسلم مما يحدث أقوى ألف مرة من مواقف الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمنظمة الدول الإسلامية.
الخلاصة هي أننا فقدنا القدرة في حدها الأدنى للدفاع عن شرف وعزة هذه الأمة بعد أن سلم البعض الإرادة والثروة.